خطاب الرئيس في المؤتمر الأول للحزب | حزب حاتم

فيديو

إعلان

الفيس بوك

خطاب الرئيس في المؤتمر الأول للحزب

اثنين, 06/22/2015 - 14:04

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)) صدق الله العظيم سورة هود الآية 88

 أصحاب السعادة رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية 
 السادة الضيوف الأفاضل 
 السادة ممثلي الأحزاب السياسية 
 السادة المدعوين الكرام 
 الإخوة الصحفيين 
 إخوتي الحاتميين، أخواتي الحاتميات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 ها نحن اليوم نصل بحمد الله وتوفيقه إلى انطلاق أشغال المؤتمر الأول لحزب الإتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم".
ولا يخفي على أحد أن هذا المؤتمر يصادف ظروفا بالغة الصعوبة، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي.و سنغتنم هذه المناسبة لإطلاعكم على الخطوط العريضة لسياسة حزبنا ومواقفه من أهم القضايا المطروحة وطنيا و إقليميا ودليا.
لقد ولد حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني من إرادة صادقة لدى كثير من أبناء وبنات هذا الشعب تحدوهم الرغبة ويسوقهم الأمل إلى إصلاح جدي تتهلل له كل ربوع الوطن العزيز بوجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة ودعت أنات الماضي الأليم إلى غير رجعة وطفقت تجسد أحلامها الصادقة بثقة وثبات.
وهكذا كان طموح الحاتميين كبيرا وعطاؤهم سخيا رغم مرارة الواقع واستفحال الفساد: 
على قــــدر أهـــل العـــزم تأتى العزائم وتــأتى عـلى قــــدر الكرام المــــكارم 
 
 فما هي إلا أيام معدودة من تاريخ تأسيس الحزب حتى ظهر انحياز السلطة وتدخلها في العملية السياسية لصالح البعض على حساب البعض الآخر، عندها بدأ التفاؤل ينحسر والأمل يتراجع لدى كثير من الناخبين الذين لم تنمح من ذاكرتهم بعد مشاهد التزوير وملء الصناديق في مناسبات انتخابية سابقة عاشوها تحت حكم الأنظمة السابقة. 
رغم تدخل السلطة، ورغم الإكراه والإغراء، ورغم استخدام سلاح العشيرة والقبيلة، ورغم حداثة سن الحزب، فقد خاض المعركة الانتخابية وهو أعزل من كل سلاح إلا سلاح الإرادة والإقدام محققا نتائج هامة تمثلت في حصوله على ما يقارب 8% في الانتخابات الرئاسية وفوزه في عدد من الدوائر الانتخابية مكنته من مقاعد نوعية في البرلمان بغرفتيه الجمعية الوطنية والشيوخ، كما مكنته كذلك من شرف الحصول على عمد بعض البلديات، ورغم أهمية هذه النتائج التي تحققت في ظروف صعبة وبوسائل شبه معدومة فإنها تضع على عاتق الحاتميين تحديين اثنين، يتمثل أولهما في إعطاء أحسن مثل في التضحية والأمانة والقرب من المواطن والتفاني في خدمته، ويتمثل التحدي الثاني في التشمير عن السواعد وتكثيف العمل النضالي استكمالا لاستعدادات المنازلات القادمة حتى تكون نتائجها بالقدر الذي يلبى طموحات الحزب ويرضى ضمائر مناضليه...
 
أيها الحضور الكريم
إن غالبية المواطنين تعيش ظروفا معيشية بالغة الصعوبة جراء الفقر المدقع وتدهور القوة الشرائية للمواطن وانتشار البطالة وغياب العدالة الاجتماعية وعدم تكافؤ الفرص، والأدهى من ذلك والأمر هو فقدان الأمل والشعور باليأس.
ولا شك أن هذه الأوضاع الكارثية هي نتيجة حتمية لسوء التسيير واستشراء الفساد والأحادية والتمادي في الإقصاء، وذلك ما نجم عنه ترد في قطاعات الاقتصاد الإنتاجية من صيد ومناجم وقطاع ريفي الخ........وزيادة معدلات الفقر في البلاد.
وللأسف فإن الحكومة لم تر في "ثورة الجياع" التي اندلعت خلال السنة المنصرمة مخلفة ضحايا في الأرواح وخسائر في الممتلكات ، عبرة كافية تجعلها تحس بمعاناة المواطنين وتطلعهم إلى إصلاح جاد يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه هدر موارد هذا الشعب المسكين، فلا يزال الفساد ينخر كل الإدارات والدوائر الحكومية ولا تزال القرابة والمحسوبية والزبونية هي مطية التسلق إلى المناصب العليا والمراكز الهامة في الدولة على حساب النزاهة والكفاءة، ويشهد لهذا الواقع طوابير العاطلين عن العمل ولافتاتهم المرفوعة في كل مكان و إضرابات نقابات التعليم والصحة وظاهرة التسكع والتسول في الطرقات...
إلى هذا الواقع المعيشي الصعب تنضاف الأزمة الأمنية الحادة التي يتساوى في التأثر بتداعياتها أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن والمواطنين العاديين... فلقد أصبح أفراد الجيش و أفراد الأمن لقمة سائغة لأي اعتداء وما ذاك إلا لنقص في تدريبهم و تسليحهم وتحسين ظروفهم المعيشية والمعنوية.
وبهذه المناسبة فإننا نجدد إدانتنا للغلو والتطرف الذي كان سببا في الاعتداء على مواطنين فرنسيين جاءوا إلى بلادنا بطريقة شرعية، وما تلا ذالك من أحداث أدت إلي إصابة أفراد من شرطتنا الوطنية، كما نطالب بنفس المناسبة بإجراء تحقيق في ملابسات الحادث الذي راح ضحيته ثلاثة جنود من قواتنا المسلحة في بلدة القلاويه.
ونطالب الحكومة بالتكفل بأسر الضحايا من القوات المسلحة وقوات الأمن.
إن الإطعام من الجوع والأمان من الخوف هما أساس الاستقرار وبدونهما تفقد الدولة ميزتها الأساسية التي تستوجب بها تبعية المواطنين لها واحتمائهم بظلها: ((لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)) صدق الله العظيم
فحين يغيب العدل الذي هو أساس الملك كما يقال وينعدم الأمن وينتشر الجوع فأنى للبلاد أن تنعم بالاستقرار. 
وفي هذا الإطار فإننا إذ نحيى اللفتة الإنسانية المتمثلة في البرنامج الاستعجالى لنسجل مخاوفنا المتزايدة أن يحيق به ما حاق ببرامج استعجاليه سابقة على أيدي أشخاص مشابهين إن لم يكونوا نفس الأشخاص ،ومن هنا فإننا نسجل أدانتنا القوية لعودة ظاهرة حزب الدولة الذي يتنافس فيه المتنافسون على فتات من المنافع المادية في حين تبقى الأحزاب الأخرى ممنوعة حتى من حقها في الرقابة الميدانية على هذا البرنامج وغيره من البرامج التي يتم تمويلها من طرف دافعي الضرائب أو على ذمة الشعب.
 
أيها الإخوة ،أيتها الأخوات
لقد انتهى النظر والتحليل بأحزاب المعارضة الديمقراطية، السنة الماضية إلى ضرورة التقاء كل الجهود في حكومة وحدة وطنية لا رغبة في نصيب من السلطة ولكن إشفاقا على البلاد من مواصلة التدحرج و التيه و الضياع، لكن رئيس الجمهورية وحلفه قد آثروا الإنفراد بتسيير شؤون البلاد، وبذلك نكون قد أدينا ما علينا من واجبات وأزحنا عن عواتقنا مسؤولية تردى الأوضاع.
وفي هذا الإطار فقد ظل حزبنا إلى جانب أشقائه في المعارضة الديمقراطية وفيا لمبادئه النضالية فلقد لعب دوره بجدارة في دق ناقوس الخطر وتحسيس المواطن بكل المخاطر والدفاع عن المظلومين في جميع المناسبات ومن خلال شتى المنابر، كما ظل يؤدى دور الناصح الأمين للسلطة في كل المشاورات واللقاءات التي تمت بين السلطة وأحزاب المعارضة الديمقراطية.
من جهة أخرى لقد تابع الحزب باهتمام قرار عودة الموريتانيين الذين كانوا في وضعية لاجئين من جراء أحداث 89-90 الأليمة، وهنا فإن الحزب إذ يحيى هذه العودة الميمونة التي يرجو أن يرافقها كل ما يترتب عليها من استرجاع للحقوق والممتلكات ليناشد جميع الموريتانيين أن يستخلصوا العبر من الماضي و أن ينصهروا انصهارا فعليا في دولة حديثة، بروح وطنية لا تقيم وزنا لفوارق العرق أو اللون أو القبيلة أو الجهة...
وفي هذا الإطار فإننا نطالب بتسوية ملف الموريتانيين المسفرين من السينغال حتى يتمكن هؤلاء المواطنون من استعادة حقوقهم كاملة.
وعلى صعيد آخر يتلقى الحزب بالقبول قانون تجريم الاسترقاق و رحب به كل ترحاب واعتبره لبنة هامة في الترسانة القانونية التي تحمي حرية المواطن وكرامته، إلا أنه مع ذلك يرى أن الحاجة لا تزال ماسة إلى إدماج أكثر لشريحة "لحراطين" في المجتمع وتوفير فرصة الحياة الكريمة لهم من خلال برامج التنمية الاقتصادية والتوعية الثقافية والتعليم والصحة حتى تستطيع هذه الشريحة أن تتحرر من أغلال الماضي ورواسبه وتنهض نهضة جدية على أسس ومقومات عملية.
 
أيها الحضور الكريم
إن مواقف حزبنا على المستوى الإقليمي والدولي ظلت منبثقة من قناعاتنا الراسخة بانتمائنا الإسلامي العربي الإفريقي والمصالح المتبادلة من جهة أخرى مع كل دول وشعوب العالم المحبة للعدل والسلام والتعاون الإنساني. 
ولهذا فإننا ننشد وحدة المغرب العربي ونرى فيها اندماجا بين دول وشعوب المنطقة، في عالم يتجه نحو التكتلات الاقتصادية والأحلاف الإستراتيجية، وبنفس الرغبة في التكامل والاندماج ننظر إلى المنظمة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية وإلى منظمة استثمار نهر السينغال وإلى الجامعة العربية و الاتحاد الإفريقي و لا شك أن الطريق إلى الاندماج الكلى والوحدة يبدأ بالتعاون المثمر ومن هنا فإن التعاون مع الأشقاء العرب يجب أن يكون من أولى الأولويات لا سيما دول الجوار.
 
أيها الإخوة، أيتها الأخوات
لا يكاد يوم يمر حتى نسمع ونشاهد دماء تسيل و أرواحا تزهق على أرض فلسطين المباركة أو في العراق الحبيب بلاد الرافدين أو في أفغانستان.
ففي فلسطين يتم ذلك على أيدي اليهود وحلفائهم بمباركة من المنظمات الدولية التي لم يعد لها من دور سوى توفير غطاء للجرائم الصهيونية ضد العرب والمسلمين...
وبهذه المناسبة فإننا نعلن بصوت مدو تضامننا اللا متناهي مع أشقائنا في فلسطين العزيزة ونطالب بالقطع الفوري لعلاقات بلادنا المشينة مع الكيان الصهيوني.
كما نعلن بنفس القوة وقوفنا إلى جنب الشعب العراقي الباسل في جهاده ضد الاحتلال الغاشم الذي يرتكبه في حقه الأمريكان والابريطانيون بروح استعمارية وامبريالية بشعة.
علي المستوي الدولي فإننا نحيى جهاد الشعب الأفغاني من أجل طرد القوات المتحالفة بغيا وعدوانا.
وبقدر ما ندين الظلم والعدوان نعلن دعمنا اللامشروط لكل القضايا العادلة في العالم ومنها حق الشعوب في تقرير مصيرها ونمد يد التعاون والمساعدة لكل أصحاب النيات الحسنة والراغبين في السلام والعدل والإنصاف.
 
أيها الحاتميون، أيتها الحاتميات، أيها الحضور الكريم
 لا يفوتني في ختام هذه الكلمة أن أشكر كل من شرفنا بحضور وقائع مؤتمرنا هذا الذي نرجو أن يكون محطة وقود نتوقف عندها لا لنقف ولكن لنتزود فنطلق بإرادة أصلب وعزم أقوى ورؤية أوضح حتى نتمكن بتوفيق الله ورعايته من تحقيق أهدافنا وبلوغ غاياتنا من الحرية والازدهار بالنسبة لبلدنا موريتانيا أرض المنارة والرباط وبالنسبة لأمتنا العربية والإسلامية.
 
- عاش حزب (حاتم) حزبا جماهيريا مناضلا.
- عاشت موريتانيا كريمة موحدة مزدهرة 
- عاشت الأمة العربية والإسلامية موحدة ومحررة ومزدهرة 
 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته